فلسطين قضية مصر الأولى وامتداد أمنها القومي

الدعم المصري للحق الفلسطيني تاريخ من النضال المشترك في مواجهة غطرسة الاحتلال

12 نوفمبر 2023آخر تحديث :
المساعدات الانسانية لقطاع غزة

منذ عام 1948 وتحمل مصر القضية الفلسطينية على عاتقها، وكانت ولازالت على أجندة رؤساء مصر وشعبها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وتقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، ودائما ما تظهر تضامنها مع الفلسطينيين في كل المحافل الدولية والإقليمية، وساندت كل المبادرات التي تهدف إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان والعنف، وحتى الآن لم تتخل مصر عن نصرة القضية الفلسطينية، وترفض محاولات التهجير أو تصفية القضية.

وها هي تتعاطي مع الأحداث الجارية في غزة والعدوان الوحشي المتواصل على الشعب الفلسطيني بمسئولية وسعت منذ اليوم الأول على وقف العدان وإدخال المساعدات ثم دعا الرئيس السيسي لقمة القاهرة للسلام التي حظيت باهتمام ومشاركة دولية واسعة ونجح في وضع النقاط على الحروف حول القضية والفلسطينية وضرورة إدخال المساعدات ووقف العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني.. وهذا ليس جديدا على مصر فالتاريخ يشهد ما قدمته مصر للقضية الفلسطينية من شهداء طوال العقود الماضية.

فلسطين في قلب مصر

وشاركت مصر في حرب فلسطين عام 1948، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وكان جيشها في مقدمة الجيوش العربية التي دافعت عن الأرض والشعب وامتلأت الأراضي الفلسطينية بالدماء المصرية، حيث قدمت مصر أكثر من 100 ألف شهيد و200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل فلسطين.

ولعبت القاهرة الكثير من الأدوار في خمس حروب تعرضت لها مدن قطاع غزة من الجانب الإسرائيلي، وتكللت الجهود والوساطة المصرية بالنجاح في إرساء تهدية واستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتحرك في مسارات آخرى تهدف لتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وفي عام 1962، دعمت مصر الدستور في قطاع غزة، وقبلت مصر مبادرة روجرز عام 1970، والتي تضمنت العديد من النقاط منها إحلال السلام وإيجاد تسوية لقضية اللاجئيين وإجراء مفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة للتوصل لاتفاق وتنفيذ القرار 242.

مصر المدافع الأول عن القضية الفلسطينية

وجاء اقتراح الرئيس محمد أنور السادات في عام 1972، ليدعو لإقامة حكومة فلسطينية مؤقتة، وذلك ردا على ما قالته رئيسة وزراء إسرائيل حينها جولدا مائير بأنه لا يوجد شعب فلسطيني، كما زار السادات في 1977 إسرائيل وتحدث عن حقوق الفلسطينيين، وبدعوة مصرية أقر المجلس الوطني الفلسطيني في 1988 وثيقة الإعلان عن قيام الدولة.

وطرحت مصر في 1989 خطتها للسلام، ودعت لضرورة حل القضية ووقف الاستيطان، كما رحبت مصر في نفس العام بمبادرة جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي حينها، وشاركت مصر في 1993 في التوقيع على اتفاق أوسلو من أجل إقامة سلطة فلسطينية، وكان لمصر دورا بارازا في 1995 ليتم التوقيع على بروتوكول القاهرة ونقل مجموعة من الصلاحيات للسلطة الفلسطينية.

وفي 1997 تم التوصل إلى اتفاق الخليل بفضل الجهود المصرية، وشاركت مصر في المبادرة التي دعت فيها إلى رفع التمثيل الفلسطيني بالأمم المتحدة إلى مكانة شبه دولة، وتم طرح المبادرة المصرية الفرنسية في 1998، كما تم طرح المبادرة المصرية الأردنية في 2001 لوقف العنف.

واقترح الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في عام 2002، إعلان إقامة دولة فلسطين بحلول 2003، وكان لمصر جهود في إقرار خطة خريطة الطريق والتي تبنتها اللجنة الرباعية، وأيدت وثيقة جنيف في 2004، لتواصل مصر حتى 2009 دفاعها المستميت عن القضية، ومنذ 2014 ومصر تستنكر الممارسات الإسرائيلية وتؤكد وقوفها التام بجانب الفلسطينيين لتواصل مسيرة الدفاع عن القضية.

دعم الرئيس السيسي للقضية الفلسطينية

ولم ينحصر الاهتمام المصري بالقضية الفلسطينية في الجانب الدبلوماسي والسياسي، فأصبح دور مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية متعدد المحاور ولا يقتصر على جهود التسوية السياسية وحدها، وفي عام 2021 وجه بنقل مصابي العدوان الإسرائيلي إلى القاهرة وتقديم مساعدات إنسانية وطبية إلى الأشقاء في قطاع غزة، وحينها جهزت وزارة الصحة المصرية 3 مستشفيات لاستقبال مصابين، إضافة إلى الدفع بـ50 سيارة إسعاف مجهزة إلى معبر رفح، وبعد جهود مضنية من مصر توقف إطلاق النار.

ونجحت مصر في تحقيق الهدنة في غزة مرتين، الأولى في عام 2021 وأشاد حينها الأمين العام للأمم المتحدة بالجهود المصرية، كما ثمن جو بايدن الرئيس الأمريكي جهود الرئيس السيسي مع الأطراق، وهو ما يؤكد دور مصر المحوري والهام في حل القضية، والثانية في عام 2022 حيث نجحت في وقف إطلاق النار بعد 3 أيام من اندلاعها، وأطلق الرئيس السيسي مبادرة لإعادة إعمار غزة وقدمت مصر 500 مليون دولار من أجل إعادة الإعمار، ومازالت الجهود مستمرة في مساندة ودعم القضية الفلسطينية.

قمة القاهرة للسلام والدعم الإنساني

واحتضنت مصر قمة القاهرة للسلام 2023، من أجل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، ضمن مبادرة تقضي بضرورة الشروع العاجل في بحث سبل تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بموجب حل الدولتين وسط تأييد دولي واسع.

وقدمت مصر أيضًا دعمًا إنسانيًا تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي، بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية لدولة فلسطين الشقيقة، وانطلقت قوافل التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموى وحياة كريمة نحو القطاع بقاطرات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن ألف طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية بجانب ما يزيد على 50 ألف قطعة ملابس وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك لدعم الأشقاء فى فلسطين جراء أعمال العنف التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية

ويؤكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن دور مصر لإحلال السلام في المنطقة وحصول الشعب الفلسطيني على حقه في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967، يعد من الثوابت لدى القيادة السياسية على مدار عقود، وهناك أساسيات يتم التحرك من خلالها عند الحديث عن فلسطين.

وتسعى دائما مصر إلى تفعيل قرار حل الدولتين والانتقال من حالة الحرب إلى التهدئة، ومن ثم تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية، بحسب الخبير السياسي، قائلا إن القاهرة دعت إلى قمة القاهرة للسلام في الأساس من أجل تسجيل موقف مصري وعربي تجاه ما يتعرض له  المدنيون في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غاشم، بالإضافة إلى تحريك شامل لحل القضية الفلسطينية.

كما يرى، أن رسائل الرئيس السيسي التي ألقاها خلال قمة القاهرة للسلام أكدت دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في العيش بدولة ذات سيادة مستقلة، وستستمر مصر في تأدية دورها في حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من خلال رفض تهجيرهم القسري خارج أراضيهم.

الحق لا يضيع والتاريخ لا ينسى

ومن يحب استرجاع التاريخ سيجد الوثائق المصرية من صحف ورسائل علمية بدار الكتب والوثائق القومية، شاهدة على أن فلسطين عربية عاصمتها القدس، وأن مصر الداعم الأول للقضية الفلسطينية على مر العصور، ودعا إلى ضرورة استجابة المجتمع الدولي، بوقف إطلاق النار على المدنيين العزل والمنشآت الفلسطينية، لأن ما يحدث من أعمال تخريبية، يخالف المواثيق الدولية وقانون حقوق الإنسان، مع التأكيد على ضرورة حل الدولتين في أقرب وقت، وإقرار أن فلسطين دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن  استمرار دخول المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.