مسعد أبو فجر .. أدباء على ايقاع الغزو – د.أحمد الخميسي

27 أكتوبر 2020آخر تحديث :
مسعد أبو فجر .. أدباء على ايقاع الغزو – د.أحمد الخميسي

 

 

مسعد أبو فجر أديب من أبناء سيناء نشر عام م2007 رواية ” طلعة البدن” وفي حينه كتبت أن من المدهش أن يتغزل أديب مصري بالجيش الاسرائيلي صراحة وأن يشيد في روايته بإنسانية الجيش الاسرائيلي في معاملة أهل سيناء مقابل وحشية الجيش المصري! لكن أبو فجر كان يحاول أن يقدم نفسه لتل أبيب، وعالم الجوائز، والدوائر الغربية كما فعل من قبل على سالم الذي بلغ اعجاب الخارجية الاسرائيلية به حد أنها أوصت في يناير 2009 ، حسبما جاء في مقال للصحفي ” ليا أبراموفيتش” بنشر مقالاته. ولم يكن أبو فجر الأول في التمرغ في وحل الغزو والغزاة فقد سبقه كثيرون من أشهرهم الرسام جورج البهجوري الذي زار اسرائيل في يوليو 2008 طمعا في ” العالمية “، وقال في تبرير زيارته ومشاركته في معرض رسوم كاريكاتورية من أجل السلام : ” إن رسمة كاريكاتيرية قد تحدث ابتسامة على وجه جندي تمنعه من إلقاء قنبلة في يده” ! ولو أن مواجهة الغزو والاحتلال – أي احتلال – كانت ممكنة بطريقة البهجوري لما كان علينا نحن المصريين أثناء الحروب التي خضناها سوى الاصطفاف على الحدود وإرسال أحلى النكت إلي جنود اسرائيل ليموتوا من الضحك! وللأسف فإن طابور الكتاب الذين رافقوا الغزو بأقلامهم طويل ضم فاطمة ناعوت، ورؤوف مسعد، وغيرهما. لكن مشكلة أبو فجر ليست فقط أنه متيم بالتطبيع مع اسرائيل، مشكلته أكبر من ذلك، فهو أحد دعاة فصل سيناء عن مصر، كما أنه مهموم، مؤرق، متيم، بأمن واستقرار اسرائيل. وبينما أقدم الارهابيون في دير العبد يوم الجمعة 27 سبتمبر الحالي على عملية قذرة جديدة قتلوا فيها نحو عشرة جنود مصريين وملازم أول عند كمين تفاحة في سيناء ، يخرج علينا أبو فجر بفيديو يوجه عبره رسالة إلى اليسار الاسرائيلي لينصح اليسار هناك بتصحيح مسار الكيان الصهيوني حرصا على ذلك الكيان! ويقول في الشريط بالنص: ” هناك من يلعب داخل دولة اسرائيل وداخل الشعب اليهودي، اذا كان نتانياهو اليوم يقدم كلام لم يرد أبدا في تاريخ اسرائيل أن المسئول إذا كان فاسدا لا تتم محاسبته طالما أنه في السلطة، هذا الكلام خطير جدا على المجتمع الاسرائيلي، لأن هذا سوف يحول دولة اسرائيل إلى دولة شبه شرق أوسطية مثلما تحدث يهود باراك سابقا”! ولتنصت هنا لنبرة حرص أبو فجر على الكيان والدولة الصهيونية، ثم أنصت إلى قوله ” الشعب اليهودي”، مع أنه لا يوجد شعب يمكن تعريفه بديانته، إلا إذا كان أبو فجر يحيي خطوة اسرائيل – التي استنكرها العالم – باعتبار الكيان دولة لليهود بقانون رسمي في يوليه 2018 وبموجب ذلك القانون أصبح حق تقرير المصير حكرا على اليهود فقط، مما يعني أنه لا وجود للشعب الفلسطيني. ولكي يكتسب أبو فجر لمعة الكاتب المستنير فإنه يخاطب اليسار الاسرائيلي! وينصحه، ويرجوه، لكي لا تمسي إسرائيل ” دولة شبه شرق أوسطية”!! ولا أدري عن أي يسار يتحدث أبو فجر وأمثاله؟ هل يمكن لتيار يساري أن يبدأ يساريته باحتلال أرض الغير، وسكنى بيوت الآخرين، ثم يشرع بعد ذلك في إظهار يساريته وعدالته وقد أقام حياته كلها على عملية غزو واحتلال؟ اليسار الوحيد الذي أفهمه ذلك اليسار الذي يبدأ بأنه جاء في إطار مشروع احتلال، وأن الخطوة الوحيدة التقدمية أمامه هي أن يرحل، ويترك الأرض والبيوت لأصحابها. أما أن تجلس وتتربع في بيوت الآخرين ثم تبدأ بعد ذلك في ممارسة يساريتك فهذا أمر مضحك. ولا بأس هنا بالتذكير بمواقف انسانية ويسارية حقا اتخذها آخرون مثل شارلي شابلن الذي عرضوا عليه أو يحصل على أول جواز سفر اسرائيلي فرفض، وقال لهم :” إن تجميع اليهود في مكان واحد أمر مضحك، مثل تجميع المسيحيين كلهم في الفاتيكان”. أما سيجموند فرويد أشهر عالم نفس فقد كتب في 1930 رسالة إلي حاييم كوفلر عضو مؤسسة ” توطين اليهود في فلسطين” يقول له فيها:” أظن أنه لا يمكن لفلسطين أبدا أن تصبح دولة يهودية، كما لايمكن للعالمين المسيحي والاسلامي أن يكونا مستعدين يوما لوضع أماكنهما المقدسة في عهدة يهود. الأكثر رزانة في تقديري تأسيس وطن يهودي على أرض غير آهلة تاريخيا”. هنا نتحدث عن موقف انساني ويساري وليس عن غزاة يزينون أعناقهم بزجاج العبارات الملونة. أما عن مسعد أبو فجر، والكتاب الذين ينشدون التراتيل في عشق اسرائيل فإن دماء الشهداء سوف تغسل كل ذلك الدرن، وتطهر الوطن، وترفعه عاليا، ويبقى في سيناء أبناؤها الشرفاء، يتشبثون بها وبالدفاع عنها بصفتها قطعة من مصر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.